من يطمئننا على مستقبل أبنائنا في هذا الوطن؟

الشاملة بريس- بقلم : عبدالنبي التليدي 
صرت اخاف في بلدي هذا الذي يعتبر  دينه الرسمي الإسلام ولغة قومه العربية وأخلاقه أخلاق رسول الله  صلى الله عليه وسلم الذي قال ( ادبني ربي فاحسن تاديبي ) ،  ان نذهب مع ذهاب الأخلاق التي أقصتها السياسة ؛ القائمة على اللأخلاق وعلى اللاعدل المرادف للظلم وعلى الجهل المنتج للجهالة وعلى الرشوة والمحسوبية وعلى  التفاوت الطبقي والتوزيع الغير عادل للثروة الذين يؤديان إلى تفشي كل المظاهر التي تحط من الكرامة وتمنع عن الناس الاستمتاع بالحرية وتحقيق الغايات المشروعة.. وعلى الفساد الذي ما فتئ يتجدر في كل قطاع ومجال على أيدي مفسدين لكل شيئ  اقسموا باغلظ إيمانهم على تعميم الفساد ليصبح منظومة قائمة الذات ومتحكمة و قاعدة بل وعبادة ، يسخرون لذلك الأنذال و كل عديمي الضمير والمرتزقة الذين يسترزقون في كل شيى ؛ في الشرف وفي الأعراض وفي الناس ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمبادئ لأنها أضحت في عرفهم هراء وسذاجة  لا يخافون الله أو لومة لائم أو يولون اهتماما لصالح وطن أو مواطنين بل ما فتئوا يبحثون عن اقصر الطرق للمزيد من الاسترزاق وتوسيع دائرته ومجالاته والمزيد من الغنى الفاحش والكسب الحرام على حساب الناس ..  والهادفة إلى التطبيع مع كل المظاهر الفاسدة الشاذة والخليعة في السلوك والمعاملات والدخيلة على المجتمع والضاربة للدين وللنسيج الاجتماعي والعاملة على نشر الرذيلة وعلى شيوع الفاحشة داخل الأسر وفي كل وسط اجتماعي والمجتهدة في العمل على ضرب التربية والقيم  ورفع اليد عنها وعن التعليم بعد أن تم الحط من قيمة الاستاذ ومن دور الاب والام داخل الأسرة وفي المجتمع .     
 ثم أخيرا وليس اخرا مع الأسف الشديد الذي لم يبق لنا الا هذا الأسف بعد أن تم تكبيل كل شيى فينا بكل وسائل التكبيل وبكل أشكال التضييق والمنع ، اتى التطبيع مع ” دولة إسرائيل ” الصهيونية عدوة الله المغتصبة لارض فلسطين ولمقدسات الأديان والتواقة إلى تهويدها وهدم المسجد الأقصى لتحقيق الاحلام المخادعة لليهود في العالم الباطلة للصهاينة فيه ، والمغتصبة لحقوق الفلسطينيين اليوم  ، والحالمة بالتوسع في الشرق والغرب لنشر الثقافة والقيم الصهيونية بين الشعوب هنا وهناك  ثم إخضاع الجميع حاكمين ومحكومين  و التحكم في دواليبها وفي المسؤولين فيها والتمكن منهم والسيطرة عليها وعلى مقدراتها فوق الأرض وتحتها .
تلك ” السياسة ” التي تحظى بدعم سياسي ومالي من أعداء الأمة وخصوم الدين ومناوئي القيم والتعايش ،  في الخارج من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي الداخل من بعض ذوي النفوذ و المصالح في علاقتهم بهذه الدولة الاستعمارية وبتلك الدولة الإمبريالية وغيرهما من الدول التي استنزفت وما زالت تستنزف خيرات البلاد والعباد في العالم العربي وفي أفريقيا  ولو أضطرتها مصالحها إلى استعمال كل وسائل الحرب والدمار المادية واللامادية   .. 
فمن يوقف هذا الشعور بالخوف الذي ما فتئ يتقوى ويطمئننا على مستقبلنا وعلى مستقبل أبنائنا وبناتنا في هذا الوطن الذي يجمعنا واردناها أن يظل جامعا لنا ؟

شاهد أيضاً

النصب والاحتيال الإلكتروني في المغرب

 النصب والاحتيال الإلكتروني في المغرب: حماية المواطنين في عصر الاستثمار والتجارة الإلكترونية الشاملة بريس بالمغرب …

تعزية بوفاة امحـمد أوقادة

  امحـمد أوقادة خبير الطب التقليدي بقيادة تانديت جماعة فريطيسة إقليم بولمان يلتحق بالرفيق الأعلى  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *